إحترق قلبي .. وسال دمعي

إ

حترق القلب ,, وسال الدمع

لملم العيد أوراقة ثم رحل , ومضى الوقت سريعاً وارتحل

وتعود لحيرتها تفكر بقلبها تارة وبعقلها تارة آخرى

فهي مدركة أنها أمام خيارين لا ثالث لهما وكلاهما مر

أأترك أمي !؟ أمي التي أحضرتها لتعيش معي بعد عناء وبعد جهد شاق

أأترك أمي بعد أن شاب رأسها ورق عظمها وإحدودب ظهرها

بالأمس البعيد لم تكن بحاجة لي أنا من كنت بحاجتها ـ ومازلت ـ

لكنها اليوم أحوج ماتكون لي فكيف أتركها إن تركتها حتماً ستعود لبيت أخي

وهذا مالا أريد ..

أم أترك ابنتي فلذة كبدي , ابنتي التي ترعرعت في أحضاني

أأترك من أرى الأمل في عينيها , أأترك من لاتقر لي عين ولا يهنئ لي عيش

حتى أراها باسمة الثغر ,كنت أحملها بين أذرعي وأتركها الآن لتتجرع مرارة الوحدة

أأتركها وحيدة في ديارٍ بعيدة ..!!؟؟

رحماك رباه ألهمني الصواب

فقد شل عقلي وحار قلبي

صوت يتجلجل في داخلي يبعث الأمل

الأمور ميسرة وأنتِ من يعقدها ,,, الطريق واضح وأنتِ من يراه ضبابا

كيف ذاك بالله دلني .. كيف ؟؟ ... كيف ؟؟

خذي أمك وأذهبا مع إبنتك

آآآآآآآآآآه لو كان الأمر كذلك لما صال وجال فكري وعقلي وقلبي

ممممممممممممم

لتبقى ابنتك الأخرى لرعاية جدتها ولتذهبي أنتِ مع ابنتك

وكادت البسمة ترتسم على شفتاي ... حتى عاد عقلي !!!

ياويحك الدائرة تدور ,,, تركتي أمك من أجل ابنتك وغداً ستتركك ابتك من أجل ابنتها

هي الأيام دول ..

حسناً ,, حسناً ... لتذهب ابنتك مع أختها ولتبقي أنتِ مع أمك

صرخت بصوتٍ عالٍ .. وامصيبتاه .. أأترك فتاتان في عمر الزهور

في مكان لاقريب ولا صديق فيه ..!!؟؟

إلهي حار فكري ,,, وضاق صدري ,,,

إلهي احترق قلبي ,,, وسال دمعي ,,,

أأتر أمي التي بلغت من الكبري عتيا

أم أترك ابنتي التي في ريعان شبابها

هو أمر جدي لا هزل فيه ,,, وليس للخيال نصيب منه

طوبى ... ثم طوبى ... ثم طوبى

لتلك الأم الابنة ولأمثالها

لوكان حالنا كذلك لما بنيت للمسنينا دورا

ولا ذرفت للعجائز عيونا ... ولا سمعنا لشيوخ أنينا

اللهم أرزقنا برأبائنا وحنن قلوبنا عليهم