قصة عن المتساامح

زائر

سال شاب حكيما ذات مرة ان يدله على احد طرق التميز و النجاح فقال له الحكيم: ان تسامح الناس جميعا و الا سوف تحمل فى صدرك و قلبك الغل و الغضب و الشك و ستجد نفسك تحمل طاقة سلبية ليس لها اى داع اطلاقا

فقال الشاب:وكيف اتسامح فلقد كان ابى يضربنى بدون اى سبب و كانت والدتى تخاصمنى و تهجرنى باستمرار و كان اخوتى يستهزئون بى فكيف اسامحهم؟

فقال له الحكيم:كيف تشعر و انت تقول هذا الكلام؟

فقال له اشعر بطاقة سلبية جدا

فقال له :و هل هذا هو الطريق الى الامتياز؟ فسكت الشاب

و قال له :وهل ينبغى ان اسامحهم بعد كل ما فعلوا معى

فقال له الحكيم : افهم يا بنى ان التسامح من صفات الاقوياء و التسامح يكون لله عز و جل و ليس للناس و هذا بينك و بين الله سبحانه و تعالى و انت تصلى و تدعو الله ان يسامحك و انت تخطئ و تذنب كثيرا و كلنا نخطئ و نذنب كثيرا و مع ذلك ندعو الله عز و جل ان يغفر لنا و ان يسامحنا

فعن انس بن مالك رضى الله عنه قال :سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول قال تبارك و تعالى : يا ابن ادم انك ما دعوتنى و رجوتنى غفرت لك على ما كان فيك ولا ابالى يا ابن ادم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتنى غفرت لك ولا ابالى يا ابن ادم انك لو اتيتنى بقراب الارض خطايا ثم لقيتنى لا تشرك بى شيئا لاتيتك بقراها مغفرة )) اخرجه الترمزى و احمد

و انت الان ايها الشاب هل تريد ان تسامح ام لا ؟ فنظر اليه الشاب و قال له :لقد قررت ان اسامحهم فقال له الرجل :اغمض عينيك و خذ نفسا عميقا و اجعل الزفير اطول من الشهيق و هنا تدخل فى مرحلة الاسترخاء

ثم قال :خذ الان نفسا عميقا ثم دعه يخرج ببطء الى ان تشعر باسترخاء فى جميع اجزاء جسمك و الان عد بذاكرتك الى الوراء و فكر فى والدك و والدتك و سامحهم الان

فاخذ الشاب فى البكاء فقال الحكيم لماذا تبكى

فقال له الشاب : لاننى شعرت اننى ظلمتهم و انى كنت السبب فى مشاكل كثيرة فقال له : الان اذهب الى اخوتك و سامحهم

فقال له لقد سامحتهم الان

فقال له هل تعرف لماذا سامحتهم؟لانك بدات تسامح و شعرت بجمال التسامح و عندما بكيت شعرت بان الطاقة السلبية تخرج منك و حل محلها طاقة روحانية فكان اسهل عليك ان تسامح اكثر و اكثر و الان سامح الناس جميعا و نظف طاقتك و بعد ذلك عد الى هنا.

وفعل الشاب و عاد و على وجهه الابتسامة و عيناه مليئة بالدموع

و قال له:اانى لم اشعر بجمال التسامح من قبل لانى فى وقت من الاوقات كنت غضبانا جدا و كنت اركز على الغضب

فقال له :ان هذا مدخل من مداخل الشيطان لانه يدخل اليك فى الوقت الذى يعرف انك غضبان فيه و يضخم المشكلة بداخلك و يقول لك :فعل معك كذا و كذا و هو يريد بذلك ان يبعدك عن الارتباط بالله عز و جل و يبعدك عن الايمان بالله و عن الحب لله و هذا هو عمل الشيطان فوجد لك بابا يدخل اليك منه و انت تسير فى طريق الامتياز و تحمل معك هذه الطاقة و هذا الحمل الثقيل و لذلك فلا بد ان ترتبط بالله سبحانه و تعالى و هذه هى اول جذور الامتيازالتسامح المتكامل و انت الان بدات بها