تعلمت الحب من طفله

[rtl]تعلمت الحب من طفله [/rtl]

[rtl]


كانت تلك الطفله في بيت خالها .... حينما زرته

وكان هذا الصديق ... هو ثمن بحثي عن الوفاء بين من أعرفهم 

جمعتني مع هذا الصديق سنوات عمر

ظلت فيه .. صداقتنا يوماً عن يوم تزداد نقاء ومحبه 

كانت هذه الطفلة تتحدث إلي كثيراً 

وكانت تفرحني تلك السعادة في عينيها 

وفي يوم من الأيام ....رمتني تلك الطفلة بكلمة قد لا تعير لها إهتماماً 

لكنها أبعدتني كثيراً عن واقعي 

وفي خيال لا زال يشرد بي طوبلاً 

قالت تلك الكلمة حينما كنت أراقبها وهي تتابع فيلم تايتنك 

كانت مشاعرها حاضرة مع الفيلم 


فكانت تبكي قليلاً حينما تلامس أحداث الفيلم رقتها 

وكانت تفرح حينما يتحقق للمحبين أملهم 

لكنها بعد نهاية الفيلم .... وبينما أنا قد غصت بين عينيها والدموع 

تفاجئني بقولها ... (... لماذا أنا أبكي)

لا أعلم مالذي جعلني أعجز عن الإجابة 

لا أعلم مالذي جعلني صامتاً وهي تنتظر ....


كنت أتحدث داخل نفسي بكلام قد لاتفهمه 


ولذلك لم أسمح لشفاهي أن تخرجه 

أخذت أنظر إليها صامتاً ... ولا زلت غارقاً في دموع عينيها 

وحين طال إنتظارها .... ضحكت

وقالت أنا مجنونه ! .... هو مجرد فيلم !


خرجت ... والصمت لا زال يقيّدني 

خرجت .... وهي لا تعلم ما أحدثته في مشاعري من توه

ف بين مزيج من أمل وبين خوف على أحاسيس تلك الصغيره 

فلا زالت تلك الأحاسيس طرية يانعه 


والزمن علمني أن البراعم اليانعة إما أن تموت

أو أن تصبح كلما مرّ بها الوقت قاسية لا يحركها هوى 


مضى زمن طويل على تلك الحادثة 

وعدت إلى بيت صديقي ... في زيارة خاطفة 

وبينما كنت أجالسه .... فإذا بتلك الطفله ... تقترب

بعد أن غيّرت تلك السنين ملامحها .... 

أصبحت تلك الفتاة .... أنثى 

فإذا بي أخفض رأسي إحتراماً لشخصها 

واختفت تلك الإبتسامة الملتصقة دائماً بوجهي حينما أراها

أخذ خالها ينهرها بأن تتراجع ... 

نظراً لوجودي ببيته 

رفضت العودة .... ثم مدت يدها تصافحني 

خشيت أن أجرحها فمددت يدي وسلمت عليها 

قالت : ياخال لا تهتم ... صديقك هذا تربيت على خياله 


كنت ياخالي كلما أردت أن أعمل شيئاً سلبياً ... كان دائماً يظهر خياله أمامي 

فأتوقف عن ذلك الشئ ... تعرف ليه ياخال ... 


كنت أرى في عينيه نظرات أبي رحمه الله 

حينما قالت تلك الكلمات ... ما عدت أجرؤ انظر في عينيها 


قالت تذكر فيلم التايتنك 

قلت نعم 

قالت هل تذكر حينما بكيت عليه وحينما سألتك لم تجبني 

لكن تأكد أنني في ذلك اليوم قد قرأت الإجابة في عينيك 


قرأت فيها خوف والدي رحمه الله وإبتسامة أمي حينما أعجبها 

قرأت أسرارك .... وماضيك الذي ظلّ يبحث كثيراً عنك

قرأت أن هناك شيئاً كبيراً تفتقده .... وأن هناك شيئاً رحل وتتمنى أن يعود 


قال لها خالها : لا تنقلي دراستك هنا وارحلي 


لكنها إستمرت تتحدث وتقول : بالرغم من كل شئ 


عليك ألا تنتظر الماضي فهو لن يأتي مجدداً 


ثم رحلت ..... وأنا لا زلت لا أنظر إليها 

إكتشفت أنني بعد كل تلك الفترة .... أرحل بعيني إليها لتقرأ ما فيها 


إكتشفت أن الحب الذي نعطيه الآخرين لن نندم عليه يوماً 


إكتشفت أنني مهما دار بي الزمن 


لازال هناك من مشاعر بداخلي لم تلحظها سنوات عمري التي قررت الرحيل بلا رجعه 

علمتني تلك الطفلة (الفتاة) أن العلاقات الإنسانية لا تستمر بلا حب

علمتني تلك الفتاة أن الحب لا ينتظر أحداً 

علمتني تلك الفتاة أننا مهما شكّلنا ذلك الحب 

ومهما أحببنا كعشاق ... أو أحببنا كآباء .... أو أحببنا حياة لن تعود 

يبقى الحب هو الحب ... 

حتى وإن تشكّل وغيّر سلوكنا ... 

فخوفي على هذه الطفله ... لــ هو محبة والد يخشى على طفلته 

أن يكون قلبها سخيّاً مع أناس لا يثمّنون ذلك الحب

وترحل كما أولئك الذين رحلوا 

ترحل بعد أن يحترق حباً 

كان له أن يعيش لو لم يتجاهله الآخرون 

حباً رأي سلوكه في طفولة تلك الفتاة بعد أن توافقت رقة مشاعرها مع أناس رحلوا

أناس كانت عيونهم تحكي شيئاً كثيراً لم أكن أعرف قراءته 

لكنهم عندما رحلوا ... جاء من يقرأ رحيلهم في عيني ... 

ما كنت يوماً أشعر أن في العيون ... رواية لحياتنا 

إن الترابط بين إهتمامي في تلك الطفلة .... وبين إهتمام الآخرين فيَّ

لا يعدو كونه إهتمام من جانب واحد 

لا نعلم مصدره .... سوى أنه في مجمله ... كان حباً 

أياً كانت أشكاله وأسبابه 

إنه حب لا نستطيع أن ننسى معه ...... أننا ( صادقون )
[/rtl]